جبل الكرد – ج.الأكراد – كرد داغ
جبل الكرد – ج.الأكراد – كرد داغ
Çiyayê Kurmênc
يأخذ جبل الكرد اسمه من المجموعة القومية التي تقطن أرجاءه، وهي تسمية قديمة للجبل، وقد جاء في كتاب ((ذكرياتي عن بلاد ألف ليلة و ليلة )) للملحق التجاري الفرنسي في حلب ما بين سنوات / 1556 - 1548 / , "أنه وبحكم مهنتي في استيراد الحرير كنت أسافر إلى كلس وعنتاب واعزاز وجبل الأكراد وما إليها". أي أن تسمية الجبل "بالأكراد" كانت معروفة منذ ذلك التاريخ على الأقل. كما ذكر القنصل الروسي في بيروت قسطنطين بازيلي ( 2 ) الأسم بهذه الصيغة في أوائل لـ القرن التاسع عشر. ولانعرف للجبل والمنطقة تسمية أخرى غيرها.
ويسميه الأكراد "جبل الكرمانج "Çi.Kurmênc ،والكرمانج: اسم إحدى لهجات اللغة الكردية. كما يطلق على كل كردي ليس له عشيرة، أو لا يعيش في منطقة عشيرته، أو الذين يمتهنون الزراعة ويستقرون في قرى ثابتة ولا يرتحلون مع قطعان مواشيهم إلى المراعي الجبلية في فصول الرعي. أما الروايتهم الدينية الإيزيدية فتقول بأن كلمة "كرمانج" مؤ لفة من كلمتين : Kur " الولد " , و manc "الفاخر، الطاهر"، أي "الولد الطاهر، المختار، الفاخر"، وهو لقب للنبي "شيث بن آدم" ويعتبرونه جدهم الأول.
أما د.جميل رشيد أستاذ التاريخ في جامعة أربيل، فيقول أن الاسم مذكور في النصوص التاريخية في فترة ما قبل الميلاد على شكل "كوردماد". ويشار به إلى قبائل باسم "كورد" من الشعب الميدي، ثم ادمجت الكلمتان مع الزمن إلى أن لفظت بشكل "كرمانج".
وقد ترجم الاسم في فترة الحكم العثماني إلى التركية فأصبح "كرد داغ " أي "جبل الكرد"، و استخدم بتلك الصيغة في الوثائق العثمانية الرسمية. بعد الحرب العالمية الأولى و احتلال القوات الفرنسية لسوريا، قسمت منطقة جبل الأكراد إلى قسمين: شمالي ضم إلى تركيا، وجنوبي احتفظ به الفرنسيون، وبقيت تسمية "كرد داغ" في التداول الرسمي في العهد الفرنسي وحتى نهاية العقد الأول من استقلال سوريا. ثم ترجم اسم "كرد داغ" من قبل السلطات إلى العربية وأصبح "جبل الأكراد أو الكرد".
وفي سنوات الوحدة بين مصر وسوريا أزيل اسم الأكراد من اسم المنطقة، وأصبحت تعرف بمنطقة عفرين وذ لك على اسم النهر و المدينة. و لكن بقي اسم "جبل الكرد" كتسمية جغرافية متداولاً في الكتب المدرسية وغيرها.
وفي سبعينات القرن العشرين، وحينما قامت الدولة بتعريب الأسماء في المناطق الكردية، أسقط اسم الكرد من الجبل، و أطلق ع ليه اسم "جبل حلب"، علماً أنه يبعد عنها أكثر من 60 كم و المرتفع ةالجبلي الأقرب إلى مدينة حلب من جهة الشمال هو جبل ليلون أو سمعان الذي يفصل مدينة حلب وسهولها عن جبل الكرد (حلب). | |
بقلم الدكتور محمد عبدو علي
إدارة موقع لقمان عفرين
إعداد و تنفيذ و تصميم : لقمان شمو كالو
2012/6/18
|
تعليقات
إرسال تعليق