عفرين المدينة

عفرين المدينة
 لمحة سكانية ( 1   -   2 )   -    موسم الزيتون العفريني لعام 2008    -    سوق عفرين الجديدة ( بازار )


تشير المصادر أنه في العهد الروماني، كان يمر من موقع مدينة عفرين الحالية، أحد الطرق الرومانية المعبدة "السريعة". وأظهرت الحفريات على الجهة الجنوبية من شارع طريق جنديرس، حجارة بناء ضخمة، ربما كانت أساسات لأبنية قديمة، أو أحجار القاعدة لذلك الطريق الروماني.
طريق راجو - شارع الرئيسي
مدينة عفرين - طريق باسوطة
كراج عفرين
كما تذكر كتب التاريخ، أنه في القرون الوسطى - حوالي القرن الرابع عشر للميلاد- كان في موقع المدينة، جسر باسم "قيبار"، على اسم علي قيبار صاحب حصن قيبار بجانب قرية قيبار الحالية. وفي أواخر العهد العثماني، كانت خانات لإيواء المسافرين في موقع المدينة، في مكان مبنى البلدية الحالي بجانب الجسر. ولما سمي منطقة عفرين قضاءً، وقع الاختيار على موقع مدينة عفرين بجانب الجسر لتأسيسها، كما ذكرنا، وبقي اسم الجسر "كوبريه" يطلق على البلدة الى أمد قريب ، تعلوها قرية صغيرة "زيدية"، والتي صارت اليوم حياً من المدينة.
بدأ العمل في إشادة الأبنية الحكومية، ومكاتب الإدارة المدنية كالمخفر والسجن، والسراي المؤلف من 24 غرفة بطابقين سنة 1923 وانتهت مع نهاية عام 1925 أو بداية 1926، ثم المدرسة الابتدائية في عام 1927. واتخذ طريق قرية الحمام " المتجه غربا شارعاً رئيسياً، يحيطه من الجانبين دكاكين ومحلات تجارية، مع فندقين صغيرين. وتجدر الإشارة إلى أن مدن "عفرين والقامشلي والسويداء" هي من تصميم المهندسين الفرنسيين "إيكوشار و دانجيه" بنموذجها الموحد.
           
أما أوائل سكان بلدة عفرين، فكانوا من الأرمن الذين يلوذون بالقوات الفرنسية اتقاء شر القوات التركية، وبنوا دورا لهم قرب الأبنية الحكومية، ثم تلاهم في السكن، بعض آغوات المنطقة، مثل آل سيدو ميمي، وآل غباري، وزعيم الإيزديين درويش أغا شمو، وأحمد خليل آغا من معمل أوشاغي، وآل شيخ اسماعيل زاده " كورشيد وأحمد جعفر " وغيرهم.
بعد الانتهاء من إقامة الأبنية الرسمية، تأسست مكاتب لدوائر السجل المدني، والمالي، والإفتاء، وباتت مدينة عفرين مجمعا للوثائق الرسمية وما يتعلق بأمور الناس الشخصية من سجلات النفوس والعقارات وغيرها بدلا من مدينة كلس.
التزم الفرنسيون في بداية حكمهم للمنطقة ببنود اتفاقهم مع الزعماء المحليين، فكان رؤساء المصالح المدنية " المالية والنفوس والبلدية، ومدراء المنطقة وقواد الدرك وعناصرها " من سكان المنطقة.
فكان محمد رشاد قهوة "خوجه رشيد" من قرية ترنده أول كاتب للنفوس في مدينة عفرين عام 1927. وأول مختار لها كان مختار قرية ترنده "حسكي سلو" . أما أول مفتي للمنطقة فهو الشيخ فاضل، وخلفه إبراهيم نعسو من قرية ميركان، ثم محمد الشامي لفترة قصيرة من ستينات القرن العشرين.
طريق راجو - شارع الرئيسي
بازار عفرين
طريق راجو و شرقي مدرسة الشرعية
بقيت عفرين بلدة صغيرة، تنتشر دورها أسفل السفح الجبلي بشكل متناسق وجميل، ولكن معظمها طينية حجرية مسقوفة بالخشب. شهدت البلدة توسعاً عمرانياً كبيرا بسبب الهجرة المحلية الكثيفة إليها منذ نهاية عقد الستينات من القرن العشرين، فتشكلت أحياء جديدة: حي المحمودية "نسبة إلى ساكنها الأول" في الشمال الغربي، وحي الزيدية القرية القديمة في الشمال، وانتهى العمران حتى مرتفع  "نسبة إلى كهف موجودة على سفحه الشمالي قرب المقبرة ".
ثم حي الأشرفية في الشرق، ومؤسسه وحيد الطحان الذي أنشأ فيها طاحونة ودارا للسكن، وحي القراج  في الجنوب الشرقي، ومؤسسه هوريك الطبال. ويمتد الحيَّان الأخيران على مرتفع  شرقي نهر عفرين آخذا اتجاها شمالياً جنوبياً إلى قرية ترنده، التي ضمت هي أيضا إلى المخطط التنظيمي للمدينة مؤخراً. وهناك حي البوبنة المحاذي للضفة الغربية لنهر عفرين.
مدينة عفرين بموقعها الجغرافي واستقامة شوارعها ومناخها ونهرها، مدينة جميلة وهادئة، يصفها المعجم الجغرافي السوري بأنها أجمل المدن الصغيرة في سورية. وهي حاليا حاضرة منطقة عفرين، والمركز الرئيسي لنشاطها الاقتصادي، والاجتماعي، والإداري. فمنذ العقد الأخير من القرن العشرين بدأت حركة بناء هامة في المدينة، فتحول شارع طريق راجو إلى مركز تجاري وعمراني رئيسي لها، وارتفعت على جانبيه الأبنية الطابقية، والمحال التجارية الجيدة، لمختلف أنواع البضائع.
في المدينة سوق تجارية يومية "سوق الهال"، تعرض فيه المنتجات الزراعية والحيوانية، إضافة إلى سوق الأربعاء الأسبوعي. وفيها عدة معامل لتصنيع البيرين والصابون، ومعاصر للزيتون، ومعامل صغيرة لمواد البناء والمأكولات، ومعمل للمشروبات الروحية يعود إنشاؤه إلى عام 1927. كما تكثر الورش الصناعية الفنية للنجارة والحدادة وصيانة الآلات والمركبات. وتمتاز مدينة عفرين بوجود حركة نقل دائمة وكثيفة مع حلب بسبب استقرار عشرات الآلاف من أبناء المنطقة فيها. وهذا ما يبني روابط اجتماعية واقتصادية وثقافية بين المنطقة ومدينة حلب.
جزء من حي الأشرفية
نهر عفرين على جسر القديم
جسر القديم
شارع شيكي
مدينة عفرين - طريق جنديرس
مدينة عفرين - دوار الرئيسي





 

عفرين الاسم والمدينة والتاريخ

في العهد الروماني ، كان يمر من موقع مدينة عفرين الحالية ، إحدى الطرق الرومانية المعبدة / السريعة / 
ولذلك كان من الضروري أن يكون هناك جسراً . وقد أظهرت الحفريات التي كانت تجري في الحي الجنوبي من المدينة القديمة  ، أي على الجهة الجنوبية من شارع طريق جنديرس ، أحجار بناء ضخمة ، ربما كانت أساسات لأبنية قديمة ، أو أحجار القاعدة لذلك الطريق الروماني القديم 
وتذكر كتب التاريخ ، أنه في القرون الوسطى - حوالي القرن الرابع عشر للميلاد - كان في موقع المدينة ، جسر يسمى جسر قيبار ، على أسم المدعو علي قيبار صاحب حصن قيبار ، الذي لاتزال تشاهد في شمال غرب قرية عرش قيبار الحالية 
وفي أواخر العهد العثماني ، كان في موقع المدينة خان لإيواء المسافرين وحيواناتهم بجانب الجسر في مكان مبنى البلدية الحالي تقريباً 
وبعد وضع الحدود السورية التركية بموجب اتفاقيات فرنسية - تركية في عام 1922 ، قسمت المنطقة بشكل رسمي إلى قسمين ، فبقي القسم السوري دون مركز إداري تحل مكان مدينة كلس التي بقيت كافة الوثائق الإدارية ومايتعلق بأمور الناس الشخصية وسجلات النفوس وغيرها في كلس .
وحينما سمى الفرنسيون القسم السوري من جبل الأكراد بقضاء كرداغ في نفس العام ، كان لابد من تأسيس مركز إداري للقضاء ، فوقع اختيارهم الأخير على موقع مدينة عفرين الحالية ، بجانب الجسر الجديد الذي كان الألمان قد أقاموه هناك في أواخر القرن التاسع عشر ، ولذلك كان الناس يسمون المدينة إلى أمد قريب بـ كوبرييه أي الجسر بالتركية  . وباشر الفرنسيون ييناء الأبنية الحكومية ابتداء من عام 1923
ومن أوائل سكانها فكانوا بعض آغوات المنطقة ، مثل آل سيدو ميمي ، وآل غباري ، وزعيم الإيزديين حينها درويش آغا شمو ، ثم أحمد خليل من معمل اوشاغي وغيرهم وأيضاً الأرمن الذين هربوا من بطش الأتراك و عملوا في مهنة الحدادة  وغير ذلك من الأعمال الأخرى التي كانت القوات الفرنسية بحاجة إليها وخاصة في تجهيز الخيول  
ويبلغ عدد سكان مدينة عفرين حالياً حوالي / 80000 / نسمة ، حسب تقديرات بلدية  المدينة ، وهي مركز لمنطقة تتبعها ست نواح ، ويبلغ عدد سكان منطقة عفرين حسب سجلات الأحوال المدنية في نهاية عام  / 2000 / ما يقارب / 450000 / نسمة ، أما المقيمون فعلياً في المنطقة حسب إحصاء عدد السكان لعام / 1994 / ونسب الزيادة السنوية للسكان في سوريا فقد بلغ في نهاية  عام / 2000 / حوالي / 200000 / نسمة تقريباً
ويبلغ اجمالي مساحة منطقة عفرين ( 202775 ) هكتار كما جاء في احصاء مديرية الزراعة في المنطقة 
وحول اسم عفرين ، فقد تعددت الآراء والأقاويل حول أصله ، فمنهم من يجعله كردياً صرفاً من
  Ava riwên
أي الماء الحمراء العكرة
أما أول ذكر لاسم عفرين بشكله الحالي من حيث اللفظ والمعنى ، فقد جاء في نصوص آشورية تعود إلى القرن التاسع على شكل
 Apre
وبنفس الشكل تقريباً في نصوص تاريخية للمؤرخ سترابون منذ القرن الخامس قبل الميلاد  ، ويجمع المؤرخون أن
Ap
تعني الماء في اللغات الآرية القديمة ، وهي الكردية الحالية ربما تعني مجرى أو مسيل ماء .
 وهناك من يقول أن تسمية عفرين جاءت من كلمة ( عفرو ) وتعني بالآرامية الأرض الخصبة كما جاء في المعجم الجغرافي السوري / المجلد الرابع صفحة 314 

شاهد دفتــر الزوار وقــع بدفتر الزوار
حقوق النشر محفوظة لصالح مركز تيريج سوفت - عبدالرحمن حاجي عثمان - عفرين ©

هاتف : 7874133 21 963+     تلفاكس: 7871925 21 963+   موبايل: 410925 094

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشائر و العائلات

الأشجار المعمرة في منطقة عفرين