علي تجو" بافه علي "
علي تجو" بافه علي "
شعر و عشق يكفي كل نساء العالم
ابراهيم ابراهيم
الدنمارك
| |
" القلب يحب مرة واحدة " عبارة تردد منذ القديم الغابر و فلسفة تبنتها الكثير من الشرائح الاجتماعية في المجتمعات البشرية خاصة تلك التي عشقت و أحبت و كتب عنها قصص في الحب و نظمت قصائد من الشعر بها... و لكن هل بحث أحد منّا في مدلولاتها النفسية و الحسية و الفيزيولوجية و حتى الاجتماعية على اعتبار الأخيرة عقد رضائي للتعايش بين البشر صاحبة المشاعر و الأحاسيس التي تدير الحب و تهيئ المساحة التي يمكن للإنسان أن يلعب و يلهو بمشاعره..!! وبالتالي ما هي حدود مصداقية تلك العبارة العلمية و الروحية...؟؟
و لعل المتابعين للفولكلور و حكايات الشعوب التي تروى في سياق قصص الحب و العشق التي تغنى و تروى و تكتب يجد الكثير ممن أحبوا الكثير من النساء لا بل و أسسوا أسر و عوائل رغم ما قيل و يقال عن حبهم الأول .
لذلك اعتبر أنا أن هذا سلوك بشري طبيعي جداً حيث أن الحب المتكرر دليل على ديمومة الحياة عبر التجدد المستمر للحالة الروحية و الشعورية لدى البشرية ، كما أن الحب الثاني أو الثالث أو الرابع هو ليس بالضرورة إلغاءً للحب الأول بل يمكن أن يكون استمراراً أو ولادة جديدة لحب فقد أو مات و دلالة لحركية نبضات قلب الإنسان التي تزداد أو تنقص على ضوء الحالة الروحية أو بمعنى آخر الحسية ( المشاعر ) سيما لو أسلمنا بالفعل أن الإنسان كتلة من المشاعر المتحركة و هذا مؤكد علمياً .
و لقد أثبت المطرب و الفنان و الشاعر الغنائي و الشعبي علي تجو و غيره من الكبار الصامتين أو بمعنى / آخر المنزويين في زوايا تاريخ هم أسسوها / أن المرء يمكن أن يموت و يعيش في الحب كحالة فطرية حيث لا يمكن للمشاعر أن تنتهي بخروج طرف من أطراف معادلة الحب و المشاعر التي يمكن تسميته بالعقد الأخلاقي الغيبي أي الحسي ، فالمتتبع لمشوار هذا الفنان الجميل و العظيم و منذ أكثر من 50 عاماً و ما قيل يقال عنه و ما يغنيه من أغاني وهي في أغلبها مواويل كردية متوسطة في الزمن و بعضاً من الأغاني الملحمية الطويلة المعروفة فقط لدى الشعب الكردي و التي تغنى في عفرين أكثر من أية منطقة كردية يدرك ـ المتتبع ـ أن هذا الرجل غير العادي بقدرته الفنية و الصوتية و الموسيقية أنه صاحب قلب كبير و كبيرٌ جداً قادر أن يستوعب ليس فقط كل نساء العالم بل العالم أجمع و يجاور جراحه و يبلل الأرض بغزارة مشاعره.... وهل أعظم و أوسع بحر من الشعر الغنائي الشعبي الكردي الذي سجله هذا الشاعر و هو يصف فتاة جميلة لمحها في زقاق من أزقة قلبه الكثيرة و الكثيرة جداً و يقول :
Min dî firqeta bayê xebî tê ji wê da
Bîna nêrgiza avî tê di nav bê da
Min cave xwe vekirn bala xwe da yê
Sibhanela.. Xekê delal cade yê tijê kiri law tê yê ji wê da
Hevalê ne I ya min bu, vêra kab u kulyên min cirifiyan
Zar u zimanê min lal bun , dev u lêvên min miçiqiyan Bavo..Bavo
Hevalê hema sekinîm di cîyê xwe da
و دون مبالاة من تلك الياسمينة التي كادت أن تشنقه بتغير اتجاه طرف عينيها عن العاشق علي تجو يتابع ما آلت إليه مرساة سفن العشق لديه من تكسير في قلب القلب:
Dema xelkê kîbar gîŞt kêleka min
Hîn bi ser derdo kulanda rû ji min ba da
فما أرق من أحاسيس و ما أكبر من عشق كمن يعيش هذه الحالة من الغليان العاطفي و يصف ما يلفه من جراحات و الآم في القلب جراء ابتعاد من يعشق يقول
ثم ينحو علي تجو نحو التصوف و يحاكي الله بما آل إليه قلبه من جراحات لم تشفى إلا بلمسة من سوسنة أو ياسمينة مازالت رائحتها تلف محيط مشاعره :
Min destê xwe li ber xwudê vegirtin
Qe tu nzanê te çi agrê Cehnêmê çandî de dilê min da
Ma çima va xerîba welat di kêleka min re der basbû
Ordeka gola , Xezala çola, Qumrit birca
Ma silav xwudê çibû ew jî ne da
De were bavê Eli bi Şewêtê di arê xwe da
مع هذا كله تمكن علي تجو أن يضع تلك الياسمينة في زاوية قلبه ليظلل على مشاعر كل العاشقين و يخفف من وطأة الولع بما يقول في أغنيته // شاوية // من شعر غنائي كردي أخذت المفردة المحكية أجمل ما يمكن للمرء التلذذ بها مضيفاً على أن اللغة الكردية لغة حية و متحولة بكل ما تملك من جماليات اللفظ و الحركة سواء كانت لهجوية أو فصحى و هي بإمكانها أن توظف دون أن تفقد بريقها كلغة تملك من مفردات الوصف الجميل حيث تفوق قدرتها بوصفها لغة الكتابة أو النطق:
Dema ji min derbas bû ez pêfikîm
Di bejin bunav u xeftan u zibûna
Xwudê bi qerez çêkirî
Ji ber sêrê ta qundrê linga
Êzêr tine tê da
Ne firqeta bayê xerbî lêdixîne Hemêz purî hêndî hêl di be bi ser çava da... Hevalê bi ser çava da... Dostê bi ser çava da
Dema derbas bû ye zar dilê xwe bi min Şewêtî paŞ xwe nirî
Min dî lêvê zirav dilêvin i nav por da
Law xwudê bila bafkê delalê so u qirar bi min de
Bila mal u mewalê dune bi xwesta mine pê da
Belkî bi mal u mewalê dunê razî ne ba
Bavê Xelîl law birayê Hemîd
Î la bila roniya her du çavên min bixastana Ji bu xatrê hezkirina rastî
minê ew jî pê da
Bila ez vê çav di duniyê da bigeryama
bi destê min bigirta
Derxis ti bama derva bibrama hundira.
Qey minê zanî ba min kul nehêŞtin di va dilî da
Xezala çola bi destê xelkê da min ber ne da.
لم يكتفي محمد علي تجو بتوظيف كل التبعات الجمالية للغة الكردية في مكانها المناسب بل يذهب إلى أكثر من ذلك ليجعل من الحكمة و المثل الكردي شعراً :
Bese .. Bese te ez birîn dar kirim (( gilokê xwe ji min biŞo)) berê arî di dilê min da
(( Bila kêr der basî hêsê ne be)) bila cîyê merhbê bi mîne
Di nav me da
ثم يأتي علي تجو المتنبئ بحدسه الفطري بأن شعبه الكردي رغم عشقه له سيجهله و أن التاريخ لن يذكره كغيره من الكبار فهو في أغنية له يذكر:
di ketim nivîn u cîyan
Min xwe di qulêband ver de wê da
Lê hevalê bila tu zani be
Min qewl u qerar di dilê xwe da dab u
Ku ez ji bilibi u Şa,êr liqî ya kurda berda
Law bavo .... Law bavo
Min kê çakra dara tenburê biŞkan da
Xwe ber da mizgeft u camiya .
إلا أنه في الوقت نفسه و في ذات الأغنية يدرك بأنه و على لسان صديق له يطلب منه بأن لا يعتزل الغناء و الفن و يقول لعلي تجو أن التاريخ لا بد أن يزج اسمك و بكل فخر كمغن شعبي بارز في التاريخ الكردي و خاصة الكردي السوري :
Hvalên hêja wek bavê Mihemed u bavê Tarîx
Razî ne bun yaqa min bernedan
Bi min re gotin çima tu kê xwe teslîm kê di nîvî omêr da.
Me dîsa darê tenburê dest xwe kir
Me got emê ji xwe re derkevin
Heya dewra dunyayê der dikev ku da
لم يكن علي تجو أو أبو علي مجرد مغن أو عازف بل عاشقاً لكل ما هو جميل ، الوطن و الخمر و الياسمينة تجتمع في لوحة عشق واحدة اسمها // زين و زينبه ، شاوية ، أزي درّم به خاتره وا // فضلاً على // شيخ سعيد بيران و عيشا ايبه و عشرات الأغاني الكردية .
هكذا هو الحال يا ابا علي يمكن للبشر أن يجهل الكثير من أبنائه لا بل يدفنه و هو حي... لكن التاريخ ينصفه أبداً
تيريج عفرين 26 / 1 / 2008
|
تعليقات
إرسال تعليق