المطرب و الفنان الكردي محمد حسين في حوار هادئ
المطرب و الفنان الكردي محمد حسين في حوار هادئ
ابراهيم ابراهيم
| |
ابراهيم ابراهيم
من النادر أن ترى فناناً أو مغنياً بهذا القدر من التواضع و الصراحة التي يمتلكها هذا الفنان و المطرب الذي ملك سماء الأغنية الكردية في عفرين خاصة و سوريا عامة لفترة من الزمن و هو شاب صغير و طبعاً في الوسطين الكردي من خلال (Rabe eyŞa min rabe ) و في الوسط العربي من خلال ( مريم مريمتي ) الذائعة الصيت انطلق بمفرده صغيراً ليدعوه الكبار و عمالقة الغناء الكردي معهم للغناء و العزف إلى جانبهم من سعيدكو العازف الشعبي الكبير وعلي تجو المطرب الرائع و العملاق جميل هورو ، لكن سجن الفكر السياسي الكردي و كما حكمت على الكثيرين من أمثاله بالنفي حكمت عليه أيضا لذلك لم يتعرف الكثير من الجمهور الكردي بينهم هو معروف في القاهرة و تونس و عمان كمطرب محبوب ن و الأجمل من هذا يسمى بالمطرب الكردي الذي يغني بالعربي ، كان لقاء عبر الهاتف من امريكا معه ليبث لنا بعضاً مما يعانيه ، فهو كردي ابن كردي ... لكن كما حاولوا ان يجرد المطرب الكبير و الراحل عدنان دلبرين من كرديته حاولوا أيضا تجريد محمد من كرديته لكنهم أبوا ذلك.
- أنا الصحفي ابراهيم ابراهيم من الدنمارك ، من أنت..؟
= محمد حسين من مواليد قنطرة التابعة لمعبطلي مدينة عفرين ، عاشق خالص للغناء و الموسيقى منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، وقصتي مع العزف و الغناء بدأت بالطنبور هذه الآلة التي أعتبرها لسان آلهة الحب و الغناء لدى معظم شعوب البحر المتوسط و خاصة الكردي منه ، حيث اشترى والدي عام 1975 طنبوراً و أتذكر أنني كنت في الثاني الإعدادي ، ورغم اختلاف الظروف و قلة العازفين و الموسيقيين مقارنة باليوم تعلمت العزف و أحببت الموسيقى و أحبتني ،و للموسيقى طقس خاص للعشق يعرفها من تعشقه الموسيقى و يعشقها ، و في عام 1977 بدأت بالظهور على المسارح و خاصة في الأعراس الكردية حيث كنا نعمل على بطارية السيارة و خاص في منطقة عفرين لعدم وجود التيار الكهربائي آنذاك مع عازف إيقاع و أتصور أنه كان من القامشلي هذا أنا ، طبعاً متزوج من أمريكية و مجنس أمريكي منذ سنين و أفتخر بكرديتي السورية و بعفرينيتي ..!!
- هناك من يتهمك بالاغتراب عن الفن و الموسيقى الكرديين ، و أنك دخلت الوسط الفني العربي فقط للشهرة و المال ..؟؟
= لأنهم لا يعرفون الحقيقة ، و من يعرفني و يعرف العقدين السابع و الثامن من القرن الماضي يعرف أنني بدأت كردياً و سأنتهي كردياً إنشاء الله ، رغم بعض القضاة الكرد السوريين الجائرين بحكمهم على الذين لا يمشون في فلكهم .
لقد عزفت و غنيت مع الكبار من الكرد و على مسارح حلب و دمشق و طبعاً بالكردية وقت لم يكن لهؤلاء القضاة الكرد الجرأة للنطق الكردية غنيت مع أسطورة الغناء الملحمي الكردي جميل هورو و عزفت له في الحفلات و أحب أن أنوه أن أول حفلة لي كانت مع الفنان الكبير رحمه الله جميل هورو في دار الأفراح في حلب
و عزت و غنيت مع المطرب الكبير علي تجو و سعيدكو ...
- إذاً لماذا غبت عن الساحة الكردية ...؟؟
= أنا لم أغب يوماً عن الساحة الكردية ، و ما تراه من المطربين الجدد الذين يتباهون اليوم في الحفلات على المسارح و خاصة في عفرين بأغان و موسيقى فلكلورية كردية هي لي ....!! بمعنى أنني بحثت عنها و عدت صياغتها موسيقيا و شعرياً و وزعتها سواء بالأسطوانات أو بالحفلات من أغنية (( رابه عيشا من رابه )) مروراً بـ (( آنه من بدا )) و انتهاءً بـ (( جيفتا تلي )) و (( لباكه .. لباكه دسماله خا )) و (( رشكو )) هذه الأغنية التي كشفتها و أضفت إليها " قفلة الجملة الموسقية " طبعاً هي أغاني فلكلورية قديمة لكنها كانت نائمة و أنا من أيقظتها و أدخلت عليها من الجديد الموسيقي بحيث يتلاءم مع الإطار العام للأغنية و أن لا تفقد الأغنية جماليتها الفلكلورية و هي موجودة تقريباً يومياً على مسارح حلب و عفرين و تغنى كما حدّثتها و للأسف الكثير من المطربين يعرفون هذه الحقيقة لكمنهم لا ينطقونها و من يشهد عكس ذلك فليتفضل ببرهانه..!! و أحب أن أشير إلى أن هذه الأغاني لم تكن تغنى في الحفلات قبل عشر سنوات إلا بعد أن غنيتها أنا ،فضلاً على أنني ألفت الكثير من الأغاني الكردية و لحنتها و أصدرت العديد من الأسطوانات و السيديات الكردية و تم توزيعها شكل جيد في سوريا و أمريكا و أوربا ، و دعيت إلى عدة فضائيات كردية منها روج ، إذاً كيف غبت عن الكردية لا أدري.
توجهي إلى الغناء العربي كان لأسباب أهمها هو وجودي في الوسط العربي حيث كنت أعيش ثم أن آلة البزق كانت آلة جديدة بين العرب و كان هناك الكثير من المستمعين العرب لهذه الآلة و من خلالها دعتني الكثير من الفرق الغربية لأعزف معها و من ثم كانت البداية العربية لي حيث غنيت أغنية (( مريم مريمتي )) التي اشتهرت كثراً في الوسط العربي و هي بالمناسبة أغنية فلكلورية لكنني طورتها و أيضاً أغنية (( سكب تلك دمعي بالكأس )) و اشتهرت من خلال هاتين الأغنيتين في الوسط العربي ، طبعاً دعنا أن لا ننسى سجن الفكر السياسي الكردي التي اشتهرت بكثرة المظاليم فيها.
- ما قصة الغربان الكثيرة في سماء الأغنية الكردية ...؟؟
= لأن البلابل للأسف تفضل أعشاشها المحترمة على زعيق الغربان و عدم احترامها للذوق أولاً و للموسيقى و الفن الكردي ثانياً و أنا أتصور انه سيأتي اليوم الذي ستهلك فيها الغربان و ستخرج البلابل من أعشاشها بكل احترام لأن الفاني زائل.
- إذاً ماذا تقول للغربان...؟
= أقول الإبداع موهبة تولد مع الإنسان و هي هبة من الله و لا يمكن للمرء أن يزرع الإبداع و خاصة الغناء و الموسيقى ، لذلك أنصحهم بأن لا يتسلقوا لأنهم سيسقطون باكراً.
- محمد لماذا لا تغني الأغاني الكردية الملحمية الطويلة رغم ما تملكه من طبقاة صوتية تمكنك من أدائها..؟؟
= دعني أكون صريحاً معك و أقول أن هذه الأغاني صعبة جداً و للحقيقة أقول أنني لم أجد بعد نفسي على قدر من المسؤولية الفنية لأدائها بشكلها الصحيح سيما و هي قمة في الموسيقى و الكلمات و حتى الصوت الذي سيؤديه يجب أن قوياً و جميلاً بحيث أن لا تفقد الأغنية قيمها الجلية الرائعة .
تيريج عفرين 3 / 3 / 2008
|
تعليقات
إرسال تعليق