عادات وتقاليد
عادات وتقاليد
أعراس أهالي منطقة عفرين ؛ بين الماضي والحاضر
لكل أمةٍ " أو شعب " موروثات عن تاريخها الغابر ؛ تنم عن : [ عادات وتقاليد للحوادث العاديات والمعتقدات .. ومجريات السِّيَر الذاتية والبطولات الخ ... ] تتمحور جميعها في ما يعرف اليوم بالفولكلور الشعبي الخاص . تتوارثها الأجيال المتعاقبة في ظواهر تعبِّر إيحاءاتها عن سمات تلك الشخصية الإنسانية عبر التاريخ الطويل .
فلا تنفك أمة عن ثوابتها الفولكلورية وثقافاتها وعاداتها .. ؛ وإن تلبَّستها استغراقات الأساطير أحياناً كثيرة ، لكنها تبقى رموزاً لهويتها على مر العصور .
ومن تلكم الموروثات الفولكلورية لأهالي منطقة عفرين حفلات الأعراس القديمة ؛ ذات العبق المميز بطوابعها المتنوعة ، تتضافر جميعها متناغمة مع الحياة الريفية الفطرية ، ومع الترابط الاجتماعي المتين ؛ وَقَّافةً عند الطموحات والأماني الشعبية ، تعبيراً عن صدق الإحساس في مواكبة الفرحة الصادقة لعروسين على عتبة القران المبارك ...
وما أحلاها من أمنيات لكل ذي قلب ينبض بالحب والوفاء والائتلاف الأُسْرِيّ .
_ كانت فاتحة حفلات العرس دعوةً لعائلات القرى المجاورة إلى ضيافات تتكفلها أسرة من أسَر قرية العريس ؛ وهي تبش لهذه المكرمة دونما شعور بثقلها / كما الحال اليوم / . ثم تتوافد جموع المدعوين إلى مضافاتهم في المواعيد المحددة ، ترافقهم الشخصيات ذات الإبداعات الخاصة ، إضافة إلى فناني الطرب ، وتتصَدَّرُهم رجالاتهم ووجهاؤهم ، فيستقبلهم أصحاب الضيافات بالتبجيل والتهليل إلى دورهم المفروشة بشتى صنوف الكساء الجميل ، حسـب ما يليق بجلالة الاستقبال لضيوف الفرحة الكبرى .
ثم تلتقي الجموع " في كل يوم من أيام الحفل التي لا تقل عن ثلاثة أيام " ؛ تلتقي في الساحة الواسعة من القرية ، أو على بيادرها الفسيحة ، ولضيوف كل قرية مكانهم الخاص ، يكللون ساحة الطرب والرقص ، والأغاني الفولكلورية القديمة ، والمهارات .. بهالة من شعاعات التهاني والتبريك والأفراح الصادقة . ويتوسطهم فنانو الزرنايات الكردية والطبول الكبيرة أمام الحِلَـقِ الراقصة ، بإيقاعات ذات طابع أخَّاذٍ " اصطفاف الشباب متماسكين بأيادي الشيبان ، فكبيرات السن ، تليهنَّ الفتيات في ثياب تتدلى من زينتها كمال أنوثتهن الطاهرة العفيفة !!.. " ؛ فيتفنن المبدعون بما يرقص القلوب ، لا الأبدان وحدها .
فما كانت نغمات الزرنايات والطبول تنقطع ليلَ نهارَ ؛ في مكان الحفل نهاراً للجميع ، أو في مضافة كل بيتٍ من بيوتات الداعين ليلاً ؛ تُعَمَّمُ مظاهر البهجة حيثما حـلَّ المرءُ .. مما يُحْيِي في نفوس الشباب آمال الزيجات الآنسة الرائعة ؛ الفرحـة الكبـرى في عُمُـر الإنسان .
_ قد تطول هذه الأيام البهيجة أسبوعاً على الأقل ... حتى إذا كانت الليلة السابقة للزفاف ، ويليها نهاره ؛ تَصَّاعَدَتْ أمواجُ الأفراح ، فتبلغ ذروتها في نماذج فولكلورية بديعة :
1ـ تبدأ بـ ليلـة الحنـاء لكلٍّ من العروسين في دار مستقلةٍ .
0 تتهافت النساء حول العروس الجالسة على المِخَدَّةِ في أبهى حلتها ، وهنَّ يُغَنِّين لها ( أثناء تزيين يديها إلى الرسغين ، وقدميها إلى الكعبين بطِلاءِ الحِنَّاء ) بعبارات التمني بالحياة السعيدة وبأمومة البنين والبنات ؛ على غرار هذه الأغنية :
[ حَنَيْ حَنَا زَيْرُنْ حَنَيْ دُه تَشْتَيْكُنْ آفي بْكَيفجُه لَيْكُنْ مُومَيْ دُه أُوْرْتَيْكُنْ لُدَسْتْ لُنْكَيْ فَيْ بُووكَيْ كُنْ ... ] . فتصدح الزغاريد بين فينة وأخرى .
0 والشباب من جهة أخرى يحوطون بالعريس جالساً على مخدَّةٍ ، يغنون أحلى الأغاني الموروثة من الأجداد ؛ كـ :
[ دَه زافَه زافه زافه مالْ شَيْرِيْنْ مالُكْ آفَه هِيْنْ لَيْلانْ لمالَيْ بافَه خَوْ تُنَه لُوَيْ جافه ...] .
2ـ وما أن ينبلج الصباح الأخير للحفل ؛ حتى يُجَلِّيَ مبدعو الفنون الرقصية كلَّ ما لديهم من الحركات الفنية الرائعة إلى الظهيرة ، ثم تعقبها ألوان من الصور الفولكلورية تعبِّر عن البسالة والغيرة والشهامة :
ـ بين إبداعات الراقصين إلى انتصاف النهار ، كما قلنا .
ـ فإعداد موكب زفاف العروس على صهوة جَوادٍ بسرجه المزخرف ، يُردِفونها بصبيٍّ وسيم " تفاؤلا بالذرية المباركة " ، ويرافقونها بالزغاريد والأهازيج على أنغام وَداعيةٍ وأغانٍ معبِّرة ، يتقدمهم الفرسان بألاعيب جيادهم حماةً للحَرَمِ المصون ... حتى إذا تخطَّى جوادها فِناء دار العريس ؛ تهاوت على عرشها الورود والرياحين " أملا في حياة تكتنفها الراحة والسلوان " ، وينتظرها شريك العمر على سطح الدار .. ينثر على رأسها قِطَع السكاكر الشهية مع دريهمات نقدية ؛ بِشارةً بمقدم الخير في بناء الأسرة الحبيبة .
ـ وما أن تستقر العروس في مستقَرِّها الميمون ؛ حتى يعود جمهور موكبها إلى ميدان الأفراح لمشاهدة سائر البرامج الفولكلورية :
من إيقاد نار عظيمة وسط الساحة ، يدور حولها أحد أبطال المصارعة ، يتحدى أقوى المصارعين في المنطقة ، لإرغام أنفِهِ في النار .. وما أدراك ما العواقب والبطولات على هدير تشجيع الجمهور ، وصرخات التبريك مع التصفيق للفائزين ..
إلى تمثيليات [ القشْمَر ؛ المهرِّج ] المضحكة بمظاهر تنكُّرية في أداء دور من أدوار الغيرة أو الرجولة أو الدفاع عن الكرامة والعرض والمال .
فانتقال إلى مباريات الفرسان ، يتسابقون أمام الجماهير المهللة .. " قووشَيْ هَسْبَا " .
فاختتاماً بمهارة الرماية للأهداف المنصوبة بالبنادق القديمة ..
ولا ننسى دردشات فتيان القرية ومقالِبَهُمُ الهادفة ، حينما يعترضون قدوم موكب العروس على مقربة من دار عريسها بجَــدْيٍ " كَعرَيْ عَوِيْلا " قرباناً لتحقيق أمانيها ؛ يعرضون عليها حَمْلَ جَدْيِهَا ، أو دفع ثمنه . فترضخ لدفع ثمنه ؛ فينصرفون فرحين بهدية العروس المباركة ، متنعمين بوليمتها المحققة للآمال الحبيبة .
ثم يتم حفل وداع ضيوف القرية على أمل اللقاء في حفلات تالية لأولادهم ، ويتلقَّى الشباب عبارات الآمال الموفقة ، ويبارك الأصحاب عريسهم إلى مخدع السعادة .. فيدخل العروسان حصن الكرامة والعفاف ... 0
_ تلك غَيْضٌ من فيض حفلات الأعراس قبل عقدين من الزمان !!!...
ثم اختفت تلك الظواهر الفاضلة ، وانقلبت رأساً على عقب ، فاضمحلَّ بهاء الأعراس ، واستبدلتْ بجذورها حللاً غريبة ؛ فُصِّلَتْ مخططاتها بأيادٍ عابثة ، بهدف طمس معالم الفولكلور الذاتي .. الوديع ..الآنس .. الذي كان يتمخَّضُ عن خصال النبل لموروثات أمة ، توارثها الأجيال عبر التاريخ !..
إلى بديل طارئ من خصال فئات كتب لها أن تتمرد على طهر العادات والتقاليد ... في أقفاص مقاصف التشويه ، والخُلـَع المورِثة للتذمر واللاتبريك .. في اختـلاط مشــين ، وعُـرْيٍ فاضح يسكر عقول التائهين ، فيتحولون إلى قنابل موقوتة في وجه الحصانة والعفة ..إضافة إلى دمدمة آلات الطرب ، ورعود الغناء بقذائف الكلمات السائبة بلا حدود ودستور ؛ تصِمُّ الآذان ، وتصدع الأفئدة بكؤوس الهوى ، من مراعي الهوى ، في مسارح الهوى !!!...
فهل من منصفين يستردُّون رونق حفلات أعراسنا .. وهو ميسور على أصحاب الهمم الزكية .. ليعود إلينا الوليد المفقود من فولكلورنا العتيد !!! .. ألا ليت قومي يعلمون !!!
=====
أتراح ريف عفرين
إنَّ سلامة الفطرة ووحدة المشاعر في مجتمع ما ، تنعكس على جميع الأحوال.. سَلبًا أو إيجابًا ، فرحًا أو ترحًا . وسنرى نفس الصورة الائتلافية السابقة .. مترجمة هنا إلى مشاعر متقابلة ، ولكن بأحاسيس حزينة .. محاطة بنفس الصور الإيجابية . 1ـ عند وفاة شخص في قرية ، كان خَبَرُهُ ينتشر في كلِّ بيت من القرية ، إضافة إلى إرسال شخصين أو أكثر على الدَّوَابِّ .. إلى ذوي أرحام الميت في القرى المجاورة ، لِتبليغِهمْ الخبرَ .. ويكون لِلنـَّبَإِ وَقـْعٌ أليمٌ على سائر الناس العالمين بالخبر ، ويستحيل على أيِّ واحدٍ منهم الخروجُ إلى عمله في الحقول خلال ثلاثة أيَّام . 2ـ يندفع الناس إلى جوار أهل الميت ، يسعون في تخفيف وطأة المصاب الأليم .. بمشاركتهم إيَّاه فيما يعانيهِ من الحزن على فقدان عزيزه ، ويرشدونه إلى الصبر الجميل فيما ابتلاه ربُّهُ ، الذي كما أودعه إليه أمانتهُ ، شاءَ أن يستعيده ؛ امتحاناً له . وما على المبتلى إلاَّ الرُّجوع إلى خالقِهِ .. رَجَاءَ المثوبة على تحَمُّلِهِ قدَرَ الله تعالى ، وأنه سيكافئه بخير عميم ، يُغطِّي آلآم مَصَابهِ بنعمة تُجبرُ كَسْرَتهُ . 3ـ يتسابق الناس (كلٌّ بدَوْرهِ ..) المقتدرون إلى تأمين الكفن اللازم ، وخروج بضعة شباب إلى مقبرة القرية .. لِحَفر القبر الجديد بجوار قبور أموات العائلة ، فمباشرة أخرين بإعداد القِدْر الكبير لتسخين الماء على نار الحطب ، ويسعى آخرون في تأمين المُغَسِّل للجنازة .. وتكفينه ، وتبليغ الشيخ الجليل للصلاة على ميِّتِهم .. ومرافقة الحضور مع حاملي الجنازةِ ، والإشراف على الدفن المشروع .. والختام بتلقين المدفون والدعاء له .. ثمَّ توافـُدُ الحاضرين صفوفاً إلى أهل الميت ، يُعَزُّونهم ويشعرونهم بأخوَّتِهم في العسر واليسر .. تخفيفاً لألم الابتلاء . 4ـ وتستمرُّ المشاركة مع أهل الابتلاء .. من الصباح حتى المساء ، يملأون فراغَ فقيدهم .. مع زيادة الاهتمام براحتهم .. في عدم تكليفهم بالأعباء المحمولة عليهم (مأكلاً ومشرَبًا واستقبالاً للضيوف والواجبات نحوهم) .
الألعاب التراثية في منطقة عَفرْيْن
مَنْ لا قـديمَ لـه ؛ لا جديـدَ لـه .. ويكونُ عَالـةً على غيره . وذلك .. لأنَّ الماضي ذاكرة أفانين عمر الإنسان ، وفيه عصارة التجـارب ذات المغزى والعظات لجميع المواضيع " الحركية والوجدانية والثقافية والتراثية " .. دَفَّاعةٍ إلى تبنِّي المُقوِّماتِ السليمة لبناء الحياة " حاضراً ومستقبلاً " عزيزة كريمة .
وحَيْهَـلاً بأيام خلـَتْ في ظلال التـراث " أو الفولكلـور " ؛ وهي تحمل بين طيَّاتها طيبَ المعاشرة ، ولذَّةَ المؤانسة ، ومتعة المسامرة !!..
أيـامٌ .. كانت النفوسُ فيها مصبوغة بفطرتها ؛ الفضيلة تاجهـا ، والمروءة قَوَامها ، والخصال الفاضلة دَيْدَنهـا .. طواها الزمن بروحها وصورها .. حتى بتنا نندب تلك المسرات ، وتقذف النفوسُ عليها الحسرات !.
يا حَبَّذا لو عادتْ بصحائفها البيض ، وإشراقاتها التي كانت تملأ الدنيا ابتهاجاً وسروراً !.. كما يحدِّثنا عنها الثقاتُ ؛ مِمَّنْ عايشوها .. وهم يتلمَّظون نشوتها .. يُشوِّقونَ السامعين إلى امتثالها بسَـرد حكاياتهـا .. ولو لم يخشَوْا اجتماعَ الناس عليهم ؛ لأيقظوها مِنْ سُبَاتها الطويل !..
يُثارُ كلُّ هذا التشوُّفِ .. نتيجة المقارنة .. والمفارقة بين الصورتين .. عسى أن تعـودَ إلى الحياةِ هناءَتُها ..البعيدةُ عن قتامة الكَيْـد وأشواكها ، النافـرةُ عن غلـواءِ الانتصـار وشوائبهـا .. دونما تسَـرُّبٍ لِرَيْبِ النفوس بين الشباب من الجنسين .. وهم يتبارَوْن بصنوفٍ من اللُّعَـبِ والمبارزاتِ .. الموروثةِ عن الآباء والأجداد .
عَمَّاذا أحدثكم أيها السـادة ؟!.. فلنَستعْرضْ بعضَ صورها .. ثم نترككم مع بيانات فنونها :
============
جَعْفْكِي شُرْتُونَكْ = Chavky Shortunak
³ اتفاق مجموعةٍ من الشـباب باللعب في مساحة محددة ؛ تتسـع لحركـات اللاعبين في مكان محددٍ .
² يُخْتَـارُ " المَـاكْ " بالقرعـة عن طريـق العَـدِّ بعبـاراتٍ مضحكـة ؛ مجموعها 9 نبرات إيقاعية هي : [ يَكْلُو دُكْلُو دُمْبَازَهْ ، هَيْجَيْ مَيْجَيْ قَرَقُلْجَيْ ، قَرَقُوتُـكْ فُسْ بُرْجُكْ ] ؛ بدءاً بالإشارة إلى شخص بـ "ْ يَكْلُوْ " رقم 1 ، ثم يوالى العمل مع الآخرين .. انتهاءً بـ " فـُسْ بُرْجُكْ " ؛ فإنه يتخلَّص من المـاك ، ويخرج من القرعة بسـلامةٍ . ثم يُبْـدَأ العَـدُّ ثانية وثالثة إلى النهاية .. حيث يصبح الواحد من آخرِ الشخصَيْن ؛ هو المـاك .
³ وهذا المَـاك المسكين : يُرْبَطُ مِنديلٌ على عينيه بإحكام ، وما عليه إلا تحرير نفسه من الورطة .. بالبحث هنا وهناك ، وهو يحـاولُ الإمسـاك بأحـد اللاعبـين .. الذين يتهربون منه بصمتٍ ، ينتظرون مفاجأته بصْفعةٍ مؤلمةٍ نوعاً ما على كتف الماك أو رقبته قائلاً : تَـبْ تَبَـيْ حَلَبَـيْ Tep Tepey Helebey ويبتعدون عنه بسرعة .. وتسـتمر اللعبة على هذه الوتيرة ، ريثما يتمكن المـاك من الإمساك بأحدهم ؛ فيتحرَّرُ من مهانة الضرب والسخرية ، وينتقل المـاك إلى ذاك المقبوض عليه .. ليعيد نفـس عمليات البحث والإمساك بعد إغماض عينيه .. ساعياً في سبيل إنقاذ نفسه من العلقة المشينة !!...
===============
شَـكَا لـَيْ = شَحّاطة = Shekaley
© يشكل الشبابُ من الجنسَيْن " أو الجنس الواحد " فريقَ اللعب من عدد غير كبير [ فلنفرضهم /7/ سبعة مثلا ] ، بِيَـدِ كُـلٍّ منهم شحاطة خفيفة ( شُـمُكْ ) رمز سلاح الدفاع عن الرَّعيَّة .
© يضعون بضعة لِخَافٍ ـ أحجـار رقيقـةٍ مُسَـطَّحَةٍ بعَـرض الكَـِّف ، واحدها لَخْفَة : تَعْتـُكْ ـ " فـوق بعضها إلى ارتفـاع 20ـ30 سم في سـاحة الملعب ، ترمز إلى القلعة التي يحتمي فيها الرَّعِيَّة .
© ثم يجتمعون لتعيين حامي القلعة المَـاكْ .. عن طريق القرعة التالية :
0 يضع كلٌّ منهم كَفَّهُ على ظهر يد الزميل الآخر من الفريق ، ويُرَدِّدُون سويَّةً سِتَّ نبْراتٍ موزونةٍ بـ : [ شِيْشْ . كُوْمْ . بَا pa . نِيْ . يَا . سِرْ ] ، مع هَـزٍّ متناسقٍ للنغمـات بأيديهم .. حتى النَبْـرة الأخيرة . ثم يَسْـحَبُ كلُّ واحدٍ يَدَهُ مِنَ المجموعة ، ويوقفها أمامه " مرفوعَ الكفِّ أو مقلوبَهَا " أمام أنظار الآخرين .
0 يَتَحَرَّرُ مِنَ القرعة العددُ الأقلُّ من الأيدي المُغايِرَةِ . ثم يتابع الباقون إجراءَ نفس العملية السـابقة ؛ إن تسـاوت الأوضاع ؛ أعادوا الكَـرَّةَ .. إلى التصفية بالمغايرة .. فبقـاء الثلاثة ؛ فيَكونُ زعيـمَ القلعـةِ المَــاك هـو : مَـنْ ينفردُ بوَضْعِيَّةِ يده عَنِ الآخَرَيْن .
© تبدأ اللعبة بالرمي والكرِّ والفرِّ حسب التالي :
1ـ يقف المـاك بجانب قلعته " كومةِ الأحجار " ، وسـلاحُهُ " الشحاطة " في يده " جبهة الحماية " ، ويقف الفريق الآخر من جبهة الهجوم على مسافة 4 ، 5 ، 6 ، .. أمتار من القلعة ـ حسب مهاراتهم ـ استعداداً للحرب .
2ـ يَرْمِي أحدُهم مِنْ " جبهة الهجوم " قذيفتَهُ " الشـحاطة " نحو القلعة . فإن أصابها ، ونَسَفَ القلعة ؛ فإنَّ المـاك ينشـغل في إعادة ترميم القلعـة ، بوَضْعِ الأحجار فوق بعضها كما كانـتْ ، بينما يسـعى رامي القذيفـة لاسـتعادة قذيفته " الشحاطة " حَذِراً مِنْ إصابة شحاطة المـاك بعد الانتهاء من بناء قلعته .
0 وإن لم يُصِـبْ الرامي الأول ؛ انتقـل الـدور إلى الثانـي فالثالـث .. فتجتمـع غنيمة الشحاطات حول القلعة ملكاً للمـاك .. مِمَّا يضطرُّون للانتشـار حوله من كل جانب ، يُدَبِّرون الخُطَطَ لاسـتردادِ قذائفهم غير الناسفة للقلعة ..
0 فيحـاول الواحـد أوالاثنـان فأكثـر ، إلهـاءَ المَــاك عن حـوزته ، عن طريق الإغارة .. مُسْرعِي الخُطى من هذا الجانب أو ذاك .. حذرين مِنْ إصابة شحاطة المـاك ؛ وهم يُغْـرُونهُ بملاحقتهم ، والانشـغال بالهجوم عليهم .. بينما يسعى كلٌّ مِنَ الآخرين لاستعادة قذيفته بعيداً عن حِراسة المـاك .. فما ترى في ساحة المعركة إلاّ عمليات الكـرِّ والفَـرِّ والخـداع .. والملاحقة لهـذا ولذاك .. وقذيفة المـاك تخِيبُ هنا ، أو تصيب هناك ..
0 فمَنْ أُصِيبَ بشحاطة حامي القلعة ؛ فهو المـاك الجديد ..
0 وإنْ أفلَسَ الحامي القديم في الإصابة ؛ واستردَّ الجميعُ شحاطاتهم ، ورجعوا إلى أماكن جبهتهم السابقة ؛ عادت المعركة من جديد ضدَّ المـاك الفاشل ، تلاحقه عبارات الهَـرْج والمَـرْج من المنتصرين ، وهم يسـخرون من الخصـم الذليل الذي فشل في الدفاع عن رعيته وغنائمه .. فيا لَلْخَيْبَةِ أمام رعيته ، والذُّلِ تُجَـاهَ عَـدُوِّهِ !!.. وعلى كُـلٍّ ؛ لا بدَّ للفارس مِنْ كَبوَةٍ ، كما يقول المثل .
تُوْوشَـيْ = Tooshay
© هي لعبة شبيهة بالسابقة من حيث القرعة والخاتمة .. إلاّ في :
ـ كون القلعةِ حجراً واحداً بحجم القبضة وأكبر .. منصوبة على مسافة 4 أو 5 أمتار وأكثر بَعيـداً عن جبهة الهجـوم . وتبقى الشـحاطة ( شُـمُكْ ) في يـد المَـاكْ كسلاحٍ للدفاع عن القلعة ـ جبهة الدفاع ـ .
ـ ولدى جبهة الهجوم لَخْفـَة ٌ في يد كلِّ منهم " بدل الشحاطة ـ شُـمُكْ " .
© يَبْدَأُ الهجوم إلى النتائج كما يلي :
ـ يُوَجِّهُ أحدُهم لخْفتهُ باتجاه حجر القلعة ، ثم :
0 إنْ أسـقطتْ لخفته حجـرَ القلعة المنصوبَ ؛ مضى إلى لخفتِـهِ بكبرياءٍ ، يسـترجعها شـامخ الأنف ، لا يسـتطيع المَـاك منعه ، وما عليـه إلا أن يعيدَ نَصْـبَ الحجـر متذلِّلاً أمام الخصم المنتصر .
0 وإن لم يُصِبِ المَرْمَى ؛ بقيَ حجرُهُ غنيمة للمـاك .
0 فيحاول مهاجـمٌ آخـرُ الرمْيَ .. فالرامي الثالث .. فالرابع .. فنفس نتائج الرامي الأول .
ـ وعند فشـَل جميع المهاجمين في تسديد الإصابة ، وبقيَـتْ لِخَافُهُـمْ لدى صاحب القلعة ؛ فإنهم يسعون في استرجاع أحجارهم .. بنفس عمليات الكرِّ والفرِّ في اللعبة السابقة ـ شَكَالَيْ ـ .
===============
بَيْنْجْ كََفُرْكْ " خمْسُ حَصَيَات " = Painj Kevirk
ç تُجْلـََبُ خمسُ حَصَيَات " أحجار صغيرةٍ " . يضعها أحـدهـم في كفِّـهِ ويَبْدأ اللَعِـبَ على أرضِ صَلْدَةٍ " مَلْسَـاء " أمـام رفاق اللعبـة ـ وهم جالسون القرفصاء ـ ليَرَوْا مَـدى مَهَـارَةِ صاحبهم في المعركة ؛ في حَلْبَـةِ الصراع ـ بالقذف والخطف ، أو الاصطياد ـ .
« يرمِي من كفه أحجارَهُ " قذائفه " ، لتنتشر على الأرض أمامَه بحِكمَةٍ . ثم يختار واحداً منها بأصابعه .. وهو يقَـدِّرُ مخطَّطَ التطبيق لكـلِّ عمليـةٍ مـن العمليـات التالية .. على أن يكون في الحسـبان ؛ أنَّ ارْتِكابَ أيِّ خطـإٍ منه في أيِّ عملية ؛ يجعله خاسراً مغلوباً ، وانتقال اللعب إلى الطرف الآخر :
1ـ يرمي الحصاةَ " القذيفة " المختارَةَ بين أصْبُعَيهِ " السَّـبَّابةِ والإبهـام " إلى الأعلـى ؛ بقـدْر ما يسـتطيع خَطْـفَ حَجَـرٍ واحـدٍ ممَّا بقـي على الأرض بأصابعهِ ، فالإسـراع إلي التقاط حجـره المَقـذوف أثنـاء هبوطه .. ويتابـع اختطافَ الأحجـار الباقية بنفس الطريقة ؛ متحاشياً لَمْسَ يده بأيِّ حجر .
2ـ ينشـر الأحجـار ثانية ، ويختار واحداً كما سبق ، ويقذفه إلى الأعلى ؛ ليخطف حَجَرَيْن حَجَرَيْن في كلِّ رَمْيَةٍ بكفِّه ؛ كأنما يخطف من جند العدوِّ .
3ـ النشـرُ مرة ثالثة ، فاختيارُ واحدٍ ، فالقـذفُ .. فالتقـاط واحدٍ أولاً ، ثم خطف الثلاثة الباقية دفعةً واحدةً .
4ـ نشرُها رابعَ مرةٍ كما ذكر أعلاه .. ، فالقذف ، فاختطاف الأربعة معاً .
5ـ ثم البَدْءُ بعملياتٍ تتطلب أكثر مهـارة .. يأخذ الأحجار ؛ أربعة في كفِّهِ والخامسُ بين أصبعيّ السَّبَّابة والإبهام ، يرميهِ إلى الأعلى ، ويضع الأربعة على الأرض مُسْرِعاً لمَسْكِ المقذوف .
ـ يقذف ثانية ؛ ليلتقط الأربعة من الأرض دفعة واحدة ، ويندفع لالتقاط قذيفته النازلة من عَلٍ .
6ـ إذا لم يخطئْ حتى الآن ؛ فإنه يَتبَخْتـَرُ في الميـدان ؛ برَمْيِ قذيفةٍ من مدفع أصابعه إلى الأعلى ، ليمسَحَ الأرضَ بسبابتِهِ ؛ إشارة إلى بطولته بمَسْح المكان من جنود العدوِّ قبل المرحلة الأخيرة من المجابهة .
7ـ تأتي المرحلة النهائية الحاسمة لإظهار البطولة النهائية :
ـ يرمي الأحجارَ أمامَهُ محاولاً انتشـارَها فرادى ، ثم يفتح قوساً بين رأسيّ إبهامه والوسطى .. واضعاً السَّبَّابة عليها ، ورافعاً الخنصُرَ والبُنصُرَ إلى الأعلى ، بحسابٍ دقيق لمكان القوس على مسافةٍ .. تسَهِّلُ الإجراءَ التالي .
ـ يطلب من الخصم تعيينَ ( الخـال : وهو حجرٌ واحدً من الخمسة المنتشرة أمامه ) ، فيختار الخصمُ بذكاءٍ : إمَّا أبعدَ حجـر ، أو واحـداً من المتجـاورَيْن فأكثر .. تعقيداً للعملية الأخرى .
ـ يختار بطلُنا قذيفتَه المناسبة من الأحجار ، ويرميها عالياً بقدر ما يستطيع سَـحْبَ حجرٍ واحدٍ ـ غير الخال ـ وجَرِّهِ من بـاب القوس إلى حصنه دفعـة واحدة ، على أنْ لا يَمَسَّ أيَّ حَجَـر آخرَ بيده .. ليعود بسرعةٍ إلى التقاط حجره المقذوف .. ويكرِّرُ تلك العملية إلى الاختتام بالخال .
والاختـلال بأيٍّ من الشـَرْطَيْن المذكورَيْن ؛ يسـتوجب خسـارته الفاضحة والفادحـة ، لِيُسَـلِّمَ زمـام المبـارَزَةِ إلى الطـرف الآخـر .. وهـو يتلقَّـى عبارات التبْكيـت والخِـذلان .
|
تعليقات
إرسال تعليق