الخانات في مدينة عفرين منذ عام 1875- 2011
الخانات في مدينة عفرين منذ عام 1875- 2011
بحلول عام (3500 ق.م) ، بدأ التحضر أولاً في جنوب غربي آسيا، ثم في مناطق أخرى من إفريقيا وجنوب وشرق آسيا، وقد قامت كل تلك الحضارات على ضفاف الأنهار وفي أوديتها وحيثما توفر الماء والأرض الخصبة ومن ثمَّ سهولة زراعة أراضيها ومجرى نهر عفرين منها .
ويُعدّ وادي مجرى نهر عفرين وهي من أخصب المناطق لوفرة الماء والطمي وكثرة منابعها الجبلية ، لذا قامت فيه أعرق الحضارات الإنسانية التي أدت إلى الاستقرار وخاصة في قرى سهل جومة ،(نسبة لعشيرة جوميان الكردية) ويمتد حتى مشارف إعزاز ويضم جزءاً من جبل سمعان وحارم .
وكان وادي مجرى نهر عفرين عرضة لغزوات وهجرات متكررة من جيرانه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، ونتيجة لكثرة الحروب الرومانية والمغولية والتتارية ، وهجرة بعض الأسر العربية باتجاه المناطق الجبلية الآمنة (جبل الأكراد) ، وخاصة أثناء حكم سلاجقة الأتراك .
ولوفرة مناخها أقامت مجموعات بشرية من شعوب وأمم أخرى غير الكردية على أطراف نهر عفرين مدناً حضارية منها آثار تل (عين دارا وقلعة النبي هوري (قورش) وقلعة سمعان وقلعة باسوطة ، وكون المنطقة واقعة على طريق الحرير التجارية أقيمت هذه المدن الحضارية ومنها موقع مدينة عفرين الحالية وقد وجدت بعض الدلائل منها الطاحونة المائية والجدار الممتد من موقع الطاحونة وآثارها مطمورة حتى الآن وأتلف اغلب أحجارها أثناء مشروع الصرف الصحي عام 1992م وباتجاه الغرب المحاذي لطريق جنديرس .
أما من ناحية الخانات بأنواعها التي وجدت في موقع مدينة عفرين فهي كثيرة وأدت أغراضاً شتى .
والخانة لفظة معربة (لفظة فارسية في الأصل ) معناها المنزل والحانوت وأطلقت على منازل المسافرين في الطريق وفي القرى والمدن وتعني المنزل المخصص لنزول المسافرين .
وهو منزل يكون كبيراً في الغالب وفيه غرف للنوم وغرف كبيرة أيضاً للحيوانات ( بغال – حصن – حمير – إبل ) يستريح فيه المسافرون من التجار أو غيرهم ويضعون فيه بضاعتهم ، وأما لفظة الفندق بمعنى المنزل الذي ينزل فيه المسافر وهي من الألفاظ المعربة عن اليونانية من الأصل ، وقد استعمالها عرب بلاد الشام .
الخان والسبيل من هذه الخانات التي ينزل فيها الناس وكانت على الطرق ومشارف المدن ، وخانات مدينة عفرين كانت كلها واقعة على الطرف الغربي من نهرها .
وموقع مدينة عفرين القديم يقع على طريق القوافل إلى إنطاكية ،و بُنيت هذه الخانات وخاصة خان السيد محمد أمين مهتدي الذي بني عام 1898 من قبل السيد محمد أمين مهتدي ، تأوي إليها القوافل الآتية من الشرق والغرب يأوون إليها التجار والمسافرون للاستراحة ثم يغادرونها ويستأنفون سيرهم إما باتجاه قرى جبل الأكراد أو باتجاه الشرق أو الغرب ، و بعد الانتداب الفرنسي تم تحديد الموقع الحديث للمدينة قام بعض سكان المنطقة ببناء البيوت والخانات على أطراف المدينة شرقاً وعلى طريق جندبرس بعد أن سكنها أهالي الجبل عام 1925م للسكن والتجارة ، و كان في هذا الموقع من المدينة وقبل بناء دار الحكومة (السرايا والسجن) . وأثناء الانتداب الفرنسي كانت توجد خانتين ( خان المهتدي – خان شكري آغا) وبيوت معدة للسكن وحوانيت للتجارة يبيعون السلع وأغلب أصحابها من العشيرة البرازية الكردية (عبد الله مسلم بن مسلم).
ومن عادة هذه الخانات أن من كان يشترى شيئاً فلا يرده البتة ، وكان فيه الطعام والشعير والبن والحطب والبزور والأقمشة ، كما كانت تستخدم للاتقاء من الحر والبرد ، واليوم لم يبق منها أي خان في مدينة عفرين .
ومن خلال تتبعي لتاريخ مدينة عفرين فقد تبين لي أنها موقع تاريخي قديم كانوا يسمونه (كوبري) وهو لفظ لأبناء سهل جومة ويعود تاريخه إلى العصر الروماني حيث أنها كانت ممراً لقوافل ما بين الشرق والغرب ، وهناك آثار من قواعد الجسر الروماني (مقابل المسلخ الحالي) يربط طرفي النهر والطريق الروماني مزروعة بالحجر الأسود وهي مطمورة تحت بعض الدور السكنية ، ومن ثم توالت الحقب وأصبحت مجمعاً بشرياً .
ونظراً للتفاعلات البشرية وسكان الجبل فكان من الضروري وجود أماكن تجارية وقد نشأت فيها الخانات وآماكن استراحة ( مقاهي - أوتيلات ) لراحة المسافرين العابرين ، وفي مجال ضيق محدود .
ونتيجة لإهمال لأبناء المنطقة وللظروف الخاصة بالمنطقة التي أدت إلى وجود مظاهر غير مستقرة من جميع النواحي الحياتية ، حيث أدت إلى فراغ وتراجع للحركة الصناعية والعمرانية في جبل الأكراد .
الخانات في مدينة عفرين من عام 1875- 2011
خان ميلكون ومزرعته : بعد نزوح الإخوة الأرمن من ديارهم من تركيا عام 1918م استوطن السيد / ميلكون / الأرمني في شمال شرق المدينة الحالية وأنشأ حظيرة لتربية الخنازير وبيعها ، وتم الإغلاق من طرفه عام 1930م .
خان غزال : اشتراه أحد أفراد هذه العائلة الوافدة إلى المدينة من صاحبه الأساسي عام 1935م – 1972م والتي هي بجانب حمام عفرين القديمة والوحيدة آنذاك وقد شيد من قبل المالك السيد محمد أمين مهتدي الملقب بأمين جاويش من معراتة عام 1898م وعمل كرئيس مخفر عفرين عام 1927 م ، ويروى من قبل المعمرين والغالب منهم أرتحموا ومنهم جدي (عبدو بن أوسكه باشا آغا ) وقد تغيرت الكنية إلى (حاجي عثمان) من قبل كاتب النفوس عام /1947/ م وسمعت عن هذه الخانة والبيوت المجاورة لها من والدي المرحوم (إن شاء الله) أوسو حاجي عثمان بن عبدو والمرحوم الحاج زكو إيبو فيو والمرحوم إبراهيم (إيبو دادو) من خرابة شران والمرحوم محمد رشاد علي قهوة (خوجه رشيد) من قرية طورندة وعمل أول كاتب نفوس في مدينة عفرين عام/1927/م بوجود منازل مبنية من بلوك طيني كانت ما بين دار الحكومة الحالية (السرايا – والسجن) تعود ملكيتها لعائلة عبد الله مسلم بن مسلم من عشيرة البرازية الكردية وأحفادهم اليوم منهم يسكنون في مدينة إعزاز و حلب ، وغير معروف عمر سكناهم على هذه البقعة من المدينة الحالية ، وأزيل أثار سكناهم بعد أن تم بناء دار الحكومة والسجن .وبعد عام 1972 تحولت هذه الخانة إلى موقع سكني .
خان مدلل : يقع بين كراج عفرين القديم (أبو زكي) ودكان محمود حميد آغا ، والقصاب شكري ياقوت ، أقامه المالك السيد محمد أومو الملقب ب/ حمو مدلل عام 1941/م
خان أحمد خانجي : استثمره أحمد عبد الرحمن حميدي مواليد /1924 جلبل مع والده – من المالك عارف غباري آغا ، الواقع مقابل البريد القديم ( دار درويش شمو آغا) ما بين مقهى أردواس وعيادة الدكتور مصطفى نوري شيد في عام /1935/وما تزال آثاره باقية حتى نهاية عام /2011
خان رش ولك : يقع على طريق معراتة القديم وكان مسيجاً من قبل عبد الرحمن رش ولك (ولو) من مواليد قرية جولاقا ، حالياً ليس له أيّ أثر كونه لم يكن له آثار ثابتة وأثر عليه المد العمراني للمدينة ( تقريباً كان في موقع مشفى ديرسم ) .
وكان يستخدم فقط للتامين على حيوانات النقل والركوب في أيام الأربعاء والأعياد والحالات الخاصة .
خان ترمانيني: (أحمد محمد اصطيف – من ترمانيين) يقع جانب خان الغزال ، وكان جزءاً من دار وخان محمد أمين مهتدي (جاويش) حتى عام 1946 وفي نهاية الخمسينات بيع القسم الجنوبي من الدار إلى أولاد ترمانيني واستخدم كدار سكن عام 1972م .
خان فرخو : كان مخصصاً للتأمين على الحيوانات بشكل عام وللبيع نادراً،أيام الأربعاء والأعياد وكان مسيجاً بالأسلاك يقع بين الجسر القديم ومحرك ديزل الكهرباء والمسلخ حالياً بجانب النهر والواقع شرق مخفر وسجن عفرين ،( أي موقع الكراج الحالي) ، وكان يشرف عليها الأخويين حمو أوصو (فرخو) وعلي أوصو (فرخو) حتى عام 1965/ وأصلهم من قرية قطمة.
خان محمد عمريه : من مواليد قسطل كيشك /1900/ تم بناؤه عام 1947 كسكن ثم جرى توسيعه عام 1950 كخان ، وهي جنوب بازار الدواب قديماً حي الشرقي من البلدة القديمة بجانب النهر ثم بيع عام /1955/ للسيد إسماعيل شمندر ثم للسيد عزو شريحلي والآن شيد مكانه جامع للحي الشرقي .
وكان يستخدم للتأمين على الحيوانات وللبيع والشراء أيضاً . وفي عام 1947 قررت بلدية مدينة عفرين تحديد موقع جديد لإقامة بازار لبيع وشراء الحيوانات في الحي الشرقي للمدينة القديمة جانب النهر، بدلاً من موقعه الذي كان شرقي جامع صلاح الدين منذ عام 1927، ثم تم فتح عدد من الخانات الصغيرة ولفترات قصيرة قرب الموقع الجديد للبازار منها: (خان رحيل- خان جلوسي).
خان أحمد إيبو: أصله من قرية كبيشين ثم رحلوا إلى غزاوية ، ثم مدينة عفرين ، تم بناء هذا الخان عام 1948 ويقع جنوب بازار الدواب القديم الحي الشرقي بجانب النهر (حالياً بيت الحاج علوش) ، ثم بيع عام /1964/ للسيد محمد سعيد فياض أغا الحموي ولمدة عام واحد /1965/ ثم بيع للسيد الحاج علي محمد سالم (علوش) .
خان أحمد جلعوط : يقع غرب مخفر وسجن بلدة عفرين ، في البداية كان يستخدم للتأمين على الحيوانات من عام( 1946إلى 1948)، ثم أستخدم مركزاً تجارياً لبيع وشراء القمح والبرغل وجميع أصناف الحبوب وأغلق عام 1962 ثم استثمره المصرف الزراعي كمستودع للأسمدة لمدة عشرة أعوام . وحالياً يستخدم مركزاً لبيع الأدوات المنزلية (معرض جلعوط) من قبل أولاد محمد جلعوط ، وقريتهم جلبر ).
===
======
======
======
😍🌹🌺
ردحذف