أحمد بارافي الكردي ... قاهر المستعمر الفرنسي
أحمد بارافي الكردي ... قاهر المستعمر الفرنسي
======
أحمد البارافي من الشخصيات الوطنية الذي كان له دورفي الثورات السورية التي قامت لمقاومة الحكم العثماني والمستعمر الفرنسي في سوريا وكان له دور أساسي وفعال على نمط المقاومة خاصة بعد معركة ميسلون.
احمد بارافي يمتّ إلى عشيرة البارافية الكردية التي تقطن بدشتا بارافيا (كردستان العراق) وفي مدينتي خانك وخضّور بين نهري الدجلة والفرات.وان كلمة (البارافية)باللغة الكردية تعني مقابل المياه، وجاءت إلى دمشق بعد أن حاول الأتراك تشتيت شمل عشيرة البارافية وغيرها من عشائر الأكراد خشية محاولة تلك العشائر المطالبة بالانفصال عن جسد الحكم التركي وتأسيس دولة كردية.
ونتيجة لتلك الضغوط العثمانية هاجرت عائلة البارافية واستقرت في مدينة دمشق وتحديدا في حي الأكراد (ركن الدين)، واختارت عائلة البارافي سوريا موطنا دائما لها، وذلك تبعا لتعليمات وقوانين عصبة الأمم التي قامت بعد الحرب العالمية الأولى، ووفقا لمعاهدة لوزان التي نصت عام 1923 على اكتساب هذه العائلة جنسية البلد الذي اتخذته موطنا دائما لها.
وقد تربى أحمد بارافي الكردي السوري في جو وطني مفعم بالثورية والجهادية حيث كان سببا مباشرا لحماس البارافي في مقاومة الوجود الفرنسي في سوريا ولبنان بكل قوة. لم يتخذ مكانا محددا للمقاومة بل تحول من منطقة إلى أخرى الثابت في تنقلاته هو هدف واحد ضرب تواجد الجيوش الفرنسية على الأراضي السورية، لذلك وعندما أصدرت السلطات الفرنسية في دمشق العفو على جميع الثوار استثنت البارافي، لكنه غامر وقدم إلى دمشق برفقة سلطان باشا الأطرش.
وبارافي محل اعتزاز لدى أبناء جلدته، ويفتخرون بما قدمه هذا المجاهد من التضحيات حيث كان رفيقا ولصيقا لسلطان باشا الأطرش وللشيخ مصطفى الخليلي زعيم ثورة حوران ومحمد سعيد داري وسعيد العاص وغيرهم، وكونه بطلاً من أبطال الثورة السورية الذين ضحوا بكل ما يملكون لأجل دحر الاستعمار وإجلائه عن الوطن الذي طالما بقي هاجسا لكل أبنائه .
ويذكر أن أحمد بارافي من مواليد دمشق / حي الأكراد (ركن الدين) 1898 والذي كان له محطات جهادية مع الثورة السورية ضد المستعمر الفرنسي وما قام به من أعمال بطولية حيث عزز مكان المجاهد في الذاكرة الوطنية السورية وأثناء حكم الأتراك لبلاد الشام. ففي فترة الحكم العثماني وبعد أن تخرّج من مدرسة عنبر الثانوية وهي مدرسة وحيدة في تلك المرحلة في دمشق التحق احمد بارافي وأخوه عبد القادر بسلك الشرطة (أو سلك الدرك كما أطلق عليه الفرنسيون) في وقت كان الأتراك لا يزالون مسيطرين فيه على دمشق وتخرّج كصف ضابط، وعيّن في مخفر الغزلانية.
وبعد أن نجحت العشائر العربية والثوار الذين كان يقودهم فيصل الحسين في طرد العثمانيين من دمشق سارع أحمد بارافي (وهو كان في العشرين من عمره مرتديا زي الدرك وبرتبة عريف) فسبق جميع الناس وصعد إلى سطح سراي الحكومة فانزل العلم التركي ورفع مكانه العلم العربي على سارية سراي دار الحكومة في دمشق وعندما تشكلت حكومة وطنية عيّن العريف أحمد بارافي رئيسا لمخفر الدرك في قطنا.
وبعد أن احتل الفرنسيون لبنان وانتشر جيشهم في أرجائه ترك بارافي سلك الدرك وانضم هو وأخوه عبد القادر الذي كان قائداً للدرك في منطقة القنيطرة ومعهم (50) فارسا كرديا من طائفته إلى قافلة الوطنيين الذين بلغ عددهم 1000 فارس من العرب والأكراد والشراكس وغيرهم مثل الأمير محمود فاعور (شيخ عشائر الفضل) والمجاهد أحمد مريود والذين يعدون العدة لمقارعة الفرنسيين في داخل الأراضي اللبنانية، حيث احتل الفرسان منطقة مرجعيون وواجهوا القوى الفرنسية في مناطق لبنانية أخرى مثل راشيا وقرية الصويرة وشتورا وأنحاء البقاع اللبناني الحقوا خسائر فادحة بالفرنسيين إلى أن أصدر الملك فيصل أمرا لرجوعهم إلى مراكز تجمعهم في قطنا بعد شهرين من مقاومتهم في لبنان.
وقام بملاحقة الجواسيس وعملاء الجيش الفرنسي، وشارك في ثورة "قطنا"، وثورة "جبل العرب" بقيادة "سلطان باشا الأطرش" ومعارك "الجولان"، كما أنه شارك في معركة "زاكية"، لكن أكبر معركة حامية خاضها ضد الجيش الفرنسي كانت في بيته الواقع في حارة الأكراد (ركن الدين) القابع على سفوح جبل "قاسيون" المطل على مدينة "دمشق"، ودامت لمدة ساعة، وبعد أن نفذت ذخيرته تمكن من فك الحصار والانسحاب ضمن البئر الموجود في منزله الذي يتصل بدهليز مائي للنفاذ إلى موقع آخر بأعجوبة، وفشلت محاولة اعتقاله. ويقال عن هذه الحادثة أنه كانت المعركة التي خاضها من بيته في حي "ركن الدين" والمحاصر بالقوات الفرنسية من المعارك البطولية المشرفة التي تذكر باعتزاز، فقد استبسل فيها رغم عدم التكافؤ، واستطاع أن يقتل عدداً من المهاجمين بينهم ضابط فرنسي».
والجدير بالذكر أن "أحمد بارافي" عاش قرابة مئة عام وتوفي في "دمشق" 1998م، وتقديراً لجهاده ونضاله بعد رحيله قرر مجلس محافظة "دمشق" إطلاق اسم المجاهد "أحمد بارافي" على الشارع المقابل لمخابز ابن النفيس في حي الأكراد (ركن الدين) تقديراً لجهاده ونضاله ضد المستعمر الفرنسي أيام الاحتلال.
ملاحظة : يقال أن قرية ( بعرافو - بارافو )التابع لناحية شران / عفرين ، أخذت أسمها نسبة إلى عشيرة البارافية في كردستان العراق .
المراجع والمصادر :
1 - كتاب بعنوان ( أحمد بارافي ... بطل قاوم الاستعمار الفرنسي )تأليف الكاتب سليم الجابي
2 - دراسة بحثية للدكتور محمد الصويركي الكردي / اتحاد كتاب الأردن .
3 - مقالة للصحافية شيرين خليل .
اعداد : إدارة الموقع 23/3/2012
تعليقات
إرسال تعليق